آثار جديدة في أبوظبي تعود إلى أكثر من 8500 عام

كشفت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي عن العديد من البنى الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 8500 عاماً، ما يدفع بتاريخ استيطان هذه المنطقة المعروف إلى أكثر من 500 عام سابقة عما كان يعتقد.

ففي جزيرة غاغا، غرب مدينة أبوظبي، أجرى فريق الدائرة تحليلات للبنى والمكتشفات الحديثة، بما في ذلك تحليل الكربون 14 لشظايا الفحم، أظهرت أن عمرها يعود إلى نحو 8500 عاماً، لتكون أقدم من البنى الأثرية المكتشفة في جزيرة مروح المجاورة (قبالة ساحل أبوظبي)، والتي كان يعتقد أنها الأقدم.



وكان الاعتقاد سائداً بأن طرق التجارة البحرية حفز الناس على الاستيطان في المنطقة التي شهدت ازدهاراً خلال العصر الحجري الحديث، إلا أن الآثار الجديدة تثبت أن مستوطنات العصر الحجري الحديث كانت موجودة قبل بدء الحركة التجارية على الجزر التي لطالما بدت غير أرضاً قاحلة غير صالحة للعيش.

وتظهر المكتشفات الحديثة في "غاغا"، وفي جزيرة "المروح"، أن جزر أبوظبي كانت مركز ابتكار واستيطان بشري خلال العصر الحجري الحديث الذي يعد مفصلاً نوعياً في تاريخ البشرية في مختلف أنحاء العالم.

تتكون الآثار المكتشفة في جزيرة "غاغا" من غرف دائرية بسيطة بجدران صنعت من الحجر، بارتفاع واحد يصل إلى نحو متر. يعتقد أن هذه الجدران كانت لمنازل دائرية سكنها مجتمع صغير استوطن الجزيرة بشكل دائم على مدار العام.

وعثر على مئات القطع الآثرية داخل تلك الغرف الدائرية في جزيرة "غاغا"، شملت رؤوس سهام حجرية دقيقة الصنع يرجح أنها استخدمت للصيد. كما أظهرت الاكتشافات أن مجتمع جزيرة "غاغا" القديم اعتمد على موارد البحر الغنية في معيشته.

ورغم أن تاريخ استمرار استيطان هذه الجزيرة ما زال غير معروف، إلا أنه تم العثور على شخص مدفون في أنقاض البُنى منذ ما يقارب 5 آلاف عام، وهي من المدافن القليلة التي تعود لهذه الفترة المعروفة من تاريخ جزر أبوظبي.

وكان برنامج البحث الأثري الذي تجريه دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي قد اكتشف في العاصمة بقايا دير قديم في جزيرة بني ياس، إلى جانب العديد من المواقع الثقافية مثل سلسلة من الواحات والمعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمناطق الطبيعية، وهي مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 2011.



كما تشمل الكنوز الأثرية المُكتشفة في أبوظبي أيضاً مسارات من العصر الميوسيني (آثار أقدام لقطيع فيلة من نوع قديم منقرض) يعود تاريخها إلى 6-8 ملايين سنة؛ ونفق فلج عمره 3000 سنة في العين (يشير هذا الاكتشاف إلى أقدم استخدام واسع النطاق ومعروف لتقنية الري هذه في العالم)؛ وأدوات حجرية يعود تاريخها إلى أكثر من 300 ألف عام والتي تم العثور عليها خلال دراسات استقصائية حول جبل حفيت (تُظهر هذه الأدوات أن الإمارات كانت مساراً مهماً لانتشار البشر في جميع أصقاع الأرض)؛ بالإضافة إلى حصنٍ من العصر الحديدي ما زال ماثلاً حتى اليوم منذ 3000 عام، وتم اكتشافه أثناء عمليات التنقيب في موقع هيلي 14 الأثري في العين. كما تم العثور على سلسلة من المقابر التي تعود إلى أواخر العصر الجاهلي تتوزع على مناطق متفرقة في العين.



فيديو:
ملك الفئة الاقتصادية: شاومي ريدمي نوت 11




Back To Top